إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

 ان وقوع الاختلال في المشاعر الإنسانية على الاجمال أمر معروف، وينبغي الالتفات الى أنواعها حذراً من الغفلة عن اختلالها وسعياً الى علاجها، ومن أنواعها المشاعر الشريرة والقبيحة، وهي في أصولها مشاعر فطرية نّميت في اتجاه الشر والرذائل، وبذلك حرفت عن جهة الفطرة ووقعت في مواجهة الحكمة والفضيلة.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص251