إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان وقوع الاختلال في المشاعر الإنسانية على الاجمال أمر معروف، وينبغي الالتفات الى أنواعها حذراً من الغفلة عن اختلالها وسعياً الى علاجها، وجملة من هذه المشاعر التي تنبثق في حالة معينة تعمم تدريجاً وتنتشر بين عامة الناس وتكون جزءاً من ثقافتهم، كما هو الحال في اسباب التشاؤم والتفاؤل لدى الأمم المختلفة، فصوت البوم مثلاً صوت مكروه يناسب الحزن والنعي كما نجده بالمقارنة مع ما يصدر من الانسان نفسه في حالات الحزن والنعي، قد يتحمل أنه قد أثار في نفوس بعض الناس- ممن كان في حالة قلق تجاه أمر معين- تشاؤماً حتى كأنه اخبار عن حدث محزن، فانكشف وقوع هذا الحدث بالفعل اتفاقاً، فجعل أمارة على وقوع حدث محزن، وعم هذا الشعور فصار من اسباب التشاؤم عند بعض الأقوام.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص252