إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان الانسان يمر في يوم واحد منذ الصباح حتى آخر اليوم بمشاعر عديدة من وحي ما يجده وما يختزنه في عقله الباطن، بل تؤثر فاعلية تلك الحوادث الكامنة في نفسه في حال المنام الى مشاعر تترجم نفسها بأنواع من الحوادث والقصص الخيالية.

وهذه المشاعر يتعلق بعضها بما يجده الإنسان في أعماله من أخفاق ونجاح ويحصل عليه من نعم وإمكانات أو نقم وابتلاءات، نظير ما يثيره الغنى في النفس من الشعور بالرضا عنها والتميز عن الاخرين، وما يثيره الفر فيها من الشعور بمقت النفس واحتقارها.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص252