إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
اذا امل المرء من شخص شيئاً فتخلف عن تحقيق أمله كرهه من جهة مرارة تخلف مأموله، واذا اعجب بجمال شخص ظن ان الحياة دونه غير مستقرة، واذا اتفق تصرف خاطئ من قرين ظن ان الحياة معه ممتنعة.
فعلى الانسان العاقل والحكيم ان لا يأبه بهذه المشاعر ولا يعتني بها حتى تهدأ ثورتها ويحول دون تنميتها، لان فيها ضرراً كبيراً على الانسان.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص253 – 254.