إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

وهي مشاعر حاصلة لا على نحو طبيعي بل بضرب من  التكلف على سبيل الرياء والمصانعة على نحو ما يقع في مقام التمثيل ولكن لا يكون الداعي منه إبراز الفن، بل إبراز ما يدعي من الهموم او الاهتمامات النبيلة، وقد يشتبه الأمر فيها على المرء لا سيما إذا كان معتاداً لها خاصة في من له براعة على التكلف والتظاهر.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص255