إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

لا يندرج في المشاعر الزائفة ما يكون تكلفاً من المرء في مقام يجد جفافاً في نفسه وجموداً في مشاعره النبيلة فيتكلف بينه وبين  نفسه تلك المشاعر تشبها بما يليق أن يكون عليه، فإن ذلك أمر محمود، ومن ثم ورد مدح البكاء والتباكي من خشية الله تعالى أو على الحسين عليه السلام فإنه لا يعني بالتباكي تكلف البكاء امام الناس رياءً، بل تباكي المرء بينه وبين نفسه.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص255