إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن من المشاعر السالبة للاختيار مايكون خطيئة، بالنظر إلى أنها وإن تعذر التحكم بها في حينها إلا أنه يمكن التحكم المسبق بها، من جهة تربية الإنسان لنفسه وتهذيبه لانفعالاتها وتأنيبه إياها إذا اتفقت منه مرة، ومعاقبته لها ببعض ما تكره حتى لا يسهل عليها ذلك، ومن ثم ترى أن الانسان نفسه يلوم من أخطأ بحقه إذا تضرر بخطئه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص256