إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

لا يحسن من الانسان أن يسعى الى إثارة هذه النوازع في نفسه لإشباعها ثم العود إليها وإشباعها ثانية، فإن من أصبح همه الاستمتاع بها يكون نظره إلى هذه الحياة كحالة مقصودة لذاتها وليس كسفر عابر، إذ يلهيه  ذلك عن ذكر الله سبحانه والدار الآخر، فيتجاوز مقتضيات الفضيلة ويخرق أصول الحكمة وتتشابه عليه الحقيقة ويسير في هذه الحياة عابثاً.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص257