إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
من ابتلاء الانسان في هذا العصر عرض حاجات الانسان بأساليب وكيفيات وأنواع جذابة للإنسان، فإن قسماً منها وإن كان يوفر حاجات ضرورية للإنسان إلا أن كثيراً منها تسوق عن طريق التزويق والدعاية وتتفنن في تحريك غرائز الانسان، حتى إنها تثير لديه الرغبة من غير حاجة وتحرك عنده الشهوة من غير عوز، فليهو بإثارة الرغبة ثم إرضائها لاهياً عما يغيب عنه وينتظره بعد هذه الحياة
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص258