إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
قد يظن الانسان في بادئ النظر أن جميع ما يدور في نفسه من إدراكات ودوافع ومبادئ أخلاقية وتخيلات هي أمور واضحة له يسهل عليه استحضارها، ولكن واقع الأمر ليس كذلك، بل للنفس الإنسانية طبقات عديدة، كل طبقة تحتوي على طيف من المعلومات والدوافع وأخواتها من الامور النفسية.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص259