إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان من جملة المعاني المنظورة بنهيه تعالى للمرء عن تزكية نفسه حيث قال (( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )) فإنه ينطوي على التحذير من وثوق المرء بنفسه والاعتقاد بسلامة نيته، فإن هناك أبعاداً قد تخفى عن المرء مما يطلع عليه الله تبارك وتعالى.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص260