تمّت مشاهدة الخليّة البكتيريّة لأوّل مرّة على يد الباحث والعالم الهولندي "أنثوني فان ليفينهوك" في عام 1676م بعد إختراعه لأول مجهر ضوئي في التاريخ، مما مكّن نظرائه العلماء في أوقات لاحقة من فهم هذه الخليّة وأنواعها المتعددة بعد التطوّر الذي شهدته صناعة المجاهر الطبية.
تعتبر البكتيريا أحد أنواع الكائنات الحيّة المجهرية وحيدة الخليّة، وتعيش في بيئاتٍ مختلفةٍ، حيث يمكنها العيش في التربة، والمحيطات، والقناة الهضميّة لجسم الإنسان، فيما تعد العلاقة بين البكتيريا والإنسان معقّدةً نوعاً ما، حيث تعود بعض أنواعها على الإنسان بفوائد جمّة كالمساهمة في عمليّة الهضم، وتخثّر الحليب لإنتاج اللبن الرائب، إلا أنّ أنواعاً أخرى منها قد تكون ضارة للغاية ومسبب رئيس لأمراض خطيرةً كالالتهاب الرئوي، والعنقوديات الذهبيّة.
وبالنظر لإستخدام المجاهر الإلكترونيّة الحديثة في مجال بحوث الخلايا البكتيرية، فقد تمكّن العلماء من معرفة أنّها تحتوي على مكوّنيّن رئيسيين هما "الجدار الخلوي" الذي يتشابه مع نظيرتها في الخليّة النباتيّة، و"الحمض النووي" الذي يتكوّن بدوره من نوعين هما "البلازميد"، و"الكروموسومات"، حيث يحمل الحمض النووي الكروموسوميّ المعلومات الجينيّة، فيما يُشكّل "البلازميد" حلقات صغيرة، ويحمل أنواعاً أخرى من المعلومات الجينية.
يذكر أن آخر الدراسات العلمية كانت قد كشفت عن وجود العديد من أنواع البكتيريا، إلا أنه بالإمكان تصنيفها إلى ثلاثة أنواع أساسيّة اعتماداً على الشّكل وهي "البكتيريّة الكرويّة" نظراً لأشكالها الشبيهة بالكرة ومثالها "البكتيريا العقديّة"، فيما يسمى النوع الثاني بـ "البكتيريا القضيبيّة الشكل" أو "العصيّات" ومنها "البكتيريا العصويّة الجمريّة"، فيما يسمى النوع الأخير بـ "البكتيريا الحلزونيّة" أو "البكتيريا الملتويّة" وهي بكتيريا ضارة مسببة لعدّة أمراض منها داء البريميات، والزهري.
المصادر/