لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق – بعد الرسول الأعظم (ص) – كالإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجلين (ع)، فقد سبق الأولين، وأعجز الآخرين بفضائلٍ أكثر من أن تحصى، ومناقب أبعد من أن تتناهى.

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، الهاشمي القرشي، المولود في مكة بباطن بيت الله الحرام، الكعبة المشرفة في يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، فيما كان والده أبو طالب من أبرز الشخصيات القرشية والمعروف بسخائه وعدله ومنزلته السامية عند القبائل العربية، وهو عمّ رسول الله (ص) وألطف أعمامه به، والذي نصره ودافع عنه لما أظهرت قريش عداوته وحاولت النيل منه سراً وعلانية، كأكبر ما يمكن أن يكون من الأدلة على إيمانه برسالة ابن أخيه، الى جانب حرمه السيدة الطاهرة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف التي كان لها هي الأخرى نصيبها في رعاية خاتم الأنبياء والمرسلين.

كانت أخلاق أبا الحسن (ع) قبساً من نور خلق النبي الأكرم (ص) الذي رباه في حجره وأنهل عليه من مائدة فضائله، حتى شبّ عن الطوق، واكتملت رجولته، حيث كان يتولاه بالمواعظ والآداب العظيمة، فتنامت أخلاقه شموخاً، وسجاياه علواً ورفعةً، وظلّت فضائله وأخلاقه ومكارمه حيةً متألقةً في روحه طوال سنيه المباركة، فهو ابن عم سيد البشر (ص)، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه، وهو أفضل هذه الأمة من بعده، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا أنهدّت صولة الكافرين.

من بين ما وصِف به أمير المؤمنين (ع)، هو يعسوب الدين والمسلمين، ومبيد المشركين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، وحيدر الكرار، والمرتضى، ونفس الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، وأمير البررة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنة والنار، وصاحب اللواء، والأنزع البطين.

المصادر

  1. البلاذري، أنساب الأشراف، ج‏ 2، ص 205.
  2. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 22 - 26.
  3. الطوسي، مصباح المتهجد، ص 812.
  4. المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 2.
  5. المجلسي، بحار الأنوار، ج 19، ص57.