إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

يتحرى المرء دوافعه تحرياً نفسياً دقيقاً من المنظور الأخلاقي ويحذر في موارد الريبة والشك، لأهمية دور النية في قيمة العمل، بل وفي تمييز  حقيقة العمل الذي يمارسه، فإن كثيراً من الاعمال تتحدد هويتها على وفق المقاصد منها، فقد يكون العمل صلاحاً او إحساناً إذا أتى به بداعيهما دون ما إذا  أتى به بداعٍ  مختلف، فلا بد أن يكون المرء طيباً أخلاقياً لنفسه فيكشف عن دوافعها، ويحلل مقاصدها حتى يتعامل معها تعاملاً سليماً على وفق أصول التزكية والاخلاق.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص264