إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان الوظيفة الفكرية وهي أخطر من الوظيفة الرقابية حيث أن الممانعة والتحميل- لا سيما إذا كانا خارجيين- قد يؤديان الى تغيرات فكرية بالتشكيك في المبدأ الذي كان أساس الممانعة والتحميل أو في المنظومة الفكرية التي ينتمي اليها، منطلقاً في هذا التشكيك أو الإنكار من منطلق انفعالي وليس موضوعياً.

وهذا وجه الخطورة في هذا الامر، ومن ثم يلزم الانسان الراشد ان يتأمل جيداً منشأ ميوله الفكرية، حتى لا يتخذ موقفاً انفعالياً في تأمله للقضايا المختلفة لاسيما حول الحقائق الكبرى.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص265