إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

الوظيفة التربوية والعلمية وهي أن يتحكم في مستوى دوافعه النفسية في ما يستحضره أو يتركه أو يقمعه.

وذلك أن المستويات الثلاثة المتقدمة للدوافع ليست خارجة عن اختيار الانسان في مطلق الاحوال، بل يتأتى له التحكم فيها بأساليب التربية النفسية.

فيمكن للمرء -مثلاً- أن يقلل الشعور بالدوافع كالحزن بالانشغال بأمور تصرفه عنه أو تهوين سببه على نفسه، كما يمكن أن يحفز الشعور بالداعي بمحاسبة تصرفه وتحليل سببه قبل وقوعه، للحيلولة دونه إن لم يكن ما يدفعه إليه تصرفاً حكيماً أو بعد وقوعه لأخذ العبرة منه وتأنيب النفس عليه كي لا يتكرر منه.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص265