إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ومن ثم يرى أنهم قد يلومون المخطئ والناسي بأن ذلك نشأ من عدم اهتمامه بما أخطأ فيه ونسيه، ولو كان مما يهتم به لم يتفق له ذلك، كما قد يحمدون المصيب والمتذكر في ما هو مظنة الخطأ والنسيان عادة بأنه لم يتفق له ذلك منه من جهة عنايته بالعمل الذي كلف به.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص266