إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
على الانسان أن يراعي في استجابته للدواعي العالية بألا يحمل نفسه ما لا تتحمل مما يؤدي الى فقدانه للرغبة في غاياتها، أو يسبب تراجعه وانقطاعه عنها كما قال سبحانه لنبيه (ص) (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ)، وقد جاء في الحديث أن ذلك قد نزل عندما كان النبي (ص) يقوم على أطراف أصابع رجليه في الصلاة، لعله من جهة تورم قدميه في أثر المبالغة في العبادة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص269