إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

يختلف الكبت والصبر باختلاف الأشخاص، لان الكبت تحميل الانسان نفسه فوق طاقتها بعدم استجابته لونوازعها القوية لمدة طويلة، والصبر ثبات للمرء على ما يطيقه ويتحمله، وهذا يتأثر بتقدير مقدار المرء والضغط الذي يعانيه من جراء عدم الاستجابة بالنظر الى طاقته الأخرى التي كانت وراء عدم الاستجابة للدافع المكبوت، فإذا كان للمرء طاقة أخلاقية وحكمة وإيمانية أكبر كان صبره على ممانعة رغباته الجسدية والنفسية المتعارفة اكثر بما لا يكون كبتاً في حقه، ولو كانت تلك الرغبات شديدة جدا كان تحقيق الكبت لها اسرع.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص270 – 271.