إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
لا بد أن يكون المرء طبيب نفسه والقيِّم عليها، يحسن الاختيار لها ويعرف تقلبات احوالها، كما يفعل البارعون من اهل الدنيا بأبدانهم ومكاسبهم وثرواتهم، فترى أن احدهم يتقن تفاصيل عجيبة حول مزاجه وما ينفقعه أو يضره، ويصرف على ذلك كثيراً من الجهد والوقت، ويصبر على البحث عن كيفية تحصيل المال والجاه والمداخل المختلفة اليه من غير سأم ولا ملل، وقلب الانسان أولى بهذه المراعاة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص271.