إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
إن قدرة التخيل والافتراض من جملة الصفات المودعة في الكيان النفسي للإنسان، وهذا الصفة عظيمة ذات أدوار علمية وتربوية وأدبية، ويعبر عن هذه القوة عظمة التراث الأدبي الإنساني من جهة، وآفاق التخيل التلقائي الذي يحدث للإنسان في حال المنام من جهة أخرى، إلا أن الأدوار التي تؤديها هذه القوة بعضها إيجابي ومحمود أو مشروع وبعضها يمكن أن يكون سلبياً مما يحوجه إلى أن يكون تحت سلطة الإدراك والحكمة والضمير، فينبغي الالتفات إلى كل من هذه الأدوار في مقام تربية النفس وتزكيتها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص275