بدأت، ظهر أمس الأحد، مراسيم عزاء ركضة طويريج التي انطلقت بعد صلاة الظهريّن وسط إجراءات أمنية ووقائية مكثفة.
وتمثل ركضة طويريج واحدة من أكبر التجمعات البشرية التي تحدث حول العالم، وتقام سنوياً ظهر يوم العاشر من محرم لإحياء مراسيم إستشهاد الامام الحسين "عليه السلام" وعائلته ونخبة من أصحابه في واقعة الطف عام 61هـ.
وانطلق المعزون بعد تأدية صلاة الظهريّن من منطقة "قنطرة السلام" الواقعة شرق مركز المدينة باتجاه مرقد الإمام الحسين على شكل أفواج وهم يرددون نداء "يا حسين يا حسين" و"لبيك يا حسين" في إشارة الى تلبية نداء الامام الحسين "ألا من ناصر ينصرنا" الذي أطلقه يوم العاشر من المحرم بعد ان بقي وحيداً في ساحة المعركة.
ووفقاً لما يُنقَل حول هذه الممارسة، فإنها بدأت من مجلس عزاء كان يقام في بيت السيد صالح القزويني -المنحدر من عائلة علمية معروفة-والذي كان يقرأ المقتل في اليوم العاشر بمنزله في قضاء طويريج بحضور معزين، حيث تذكر مصادر تاريخية إنه في أحدى السنوات وبعد أن قرأ السيد القزويني المقتل حتى وصل إلى مصيبة استشهاد الإمام الحسين، إنتاب الناس حالة من البكاء والنحيب، وفي تلك الأثناء، طلب المعزون من السيد القزويني أن يتوجه بهم إلى حرم سيد الشهداء فاستجاب لهم وركب على ظهر فرسه ليكون على رأسهم في مسيرة نحو الضريح المقدس.
وعندما أصبحوا على مقربة من حرم الإمام الحسين أخذوا يرددون هتافات عالية تتضمن اعتذاراً عن النصرة بناءً على نداءات الحسين في يوم العاشر "ألا من ناصر ينصرنا".
يذكر أن هذه المراسيم كانت تُقام بصورة سنوية حتى عام 1990م، الا أنه بعد الإنتفاضة الشعبانية عام 1991، فرض النظام البائد حظراً تاماً على إقامتها، لكن الاهالي أصروا على تحدي هذا الحظر، وهو ما دفع بأجهزة الأمن القمعية الصدامية الى شن حملات إعتقالات وإعدامات بحق المشاركين فيها.