ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.

أن الحكمة في المنظور الديني هي روح هذا الوجود ونظامه في كل مفاصله، من وجود الله سبحانه الذي هو خالق الكون والحياة إلى الكائنات كلها بتفاصيلها، وهي أساس الهدي المحدد للإنسان الذي ينبغي أن يعمر به قلبه، ويجري عليه في سلوكه في هذه الحياة، ويضمن صلاحه فيها وفيها بعدها، وقد جاء في كلام للإمام علي (عليه السلام) يصف الحكمة بأنها(2): ((حياة للقلب الميت وبصر للعين العمياء وسمع للأذن الصماء وري للظمآن وفيها الغنى كله والسلامة)).

المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص75.