ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.

أن اتصاف الإنسان بالأخلاق يؤكد أن الإنسان كائن مؤلف من جزئين روحاني ومادي كما جاء في الرؤية الدينية للإنسان، وليس مادياً محضاً، لأن القيم الأخلاقية هي أمور معنوية وليست ظاهرة مادية (كيميائية وفيزيائية)، فالتغييرات المادية في الدماغ لا تصلح تفسيرا للمشاعر الأخلاقية بحالٍ.

وعلى هذا فإنه ليس من المعقول تفسير نشأة الإنسان بتفسير مادي غير محفوف بعناية روحانية أصلا، کیا بني عليه بعض القائلين بنظرية التطور الطبيعي.

 

المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص97.