ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.

ان الله سبحانه وتعالى معني بالإنسان فهو صنيعته والمفضل من خلقه بين الكائنات المادية، وهو غاية خلق عالم المادة من حيث ما جهزه به من أدوات الاطلاع على كوامنها وقوانينها والقدرة على استثمارها والانتفاع بها. وقد جهزه بالعقل والتفكير ومنحه الضمير الوازع والوجدان الشاكر، وسن سنن وجوده على السعادة إن استجاب لضميره، والزيادة إذا قام مقام الشكر للمنعم عليه. وبخلافها يقع في غياهب العناء ووجوه الشقاء.

 

المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 100.