ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وأما الأمر الثالث -وهو الإكراه على الإذعان النفسي بالشيء -فالإكراه عليه أمر غير معقول غالبا، لوجهين.
الوجه الأول): إن الإنسان لا يسيطر على نفسه بأن يذعن بشيء ما فجأة، بل لابد من وجود مقدمات نفسية تمهد لذلك.
الوجه الثاني): إن الإنسان يستطيع عند تعرضه للإجبار أن يقر إقرارا ظاهريا بما طلب منه؛ إذ لا يطلع المكره على ما يعتقده في قرارة نفسه.
ولكن مع ذلك لا يمكن انكار ان بالإمكان الاكراه على الإذعان الداخلي بل وبوجوده لدى العقلاء في بعض الحالات وذلك بأحد انهاء.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 146 -147.