إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

مايقع في دعوى المحبة للغير كمن يدعي انه يحب الله سبحانه ويرجوه ويخشاه، لأنه يعتقد انه يجب ان يكون كذلك، وليس متصفاً بذلك فعلاً، وقد يكون ذلك في ما بينه وبين الناس تجملاً أمامهم أو مسايرة معهم، وقد يتصف ببعض المظاهر المناسبة لتلك المشاعر، يتصف بدرجة خفيفة من الشعور الذي يدعيه ولكنه يدعي ما يزيد عليه، وعلامة هذه المشاعر أنها لا تستتبع الآثار المناسبة لها.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص242