إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

أن مشيئة الإنسان لن تكون إلا في حال مشيئة الله، وأنه سبحانه ( يضل من يشاء ويهدي من يشاء) فإن ذلك إنما هو بلحظ أن كل ما يتحقق من الإنسان فهو بإذنه سبحانه ومدده، ولو شاء أن يرفع إمداده عن الإنسان في لحظة لكان عدماً، ولو رفع إمداده إياه بالقدرة على ما عزم عليه لكان عاجزاً، ولكنه تعالى يأذن له استكمالاً لما سنه في هذه الحياة فلا حول ولا قوة إلا به.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص173