نظراً لتداول العديد من نظريات المؤامرة حول منشأ وأسباب ظهور فيروس "كورونا" ومنها نظرية الحرب البيولوجية بين المعسكريّن الشرقي والغربي، وبغضّ النظر عن مدى صحة ودقّة هذه النظريات، إلا أن إستخدام المرض كسلاح بين الدول الغريمة لم يكن بالأمر الغريب أو الجديد عبر التاريخ.
ولأجل مراجعة التسلسل الزمني لهذه الحرب المميتة، فلا بد من الإشارة الى أن السلاح البيولوجي أو "سلاح المرض" لم يظهر الى العلن أو تمّ إستخدامه بعد التطوّر العلمي والطبي الحالي، وإنما أشارت المصادر التاريخية الى اللجوء لأسلوب مماثل منذ عصور ما قبل الميلاد عبر قيام أفراد الجيوش المتحاربة بغرس رؤوس سهامهم في التراب قبل إطلاقها بإتجاه أعدائهم دون معرفتهم بإحتواء التربة على بكتيريا قاتلة أو فطريات، إلا أنهم قد تم إبلاغهم بأن الجروح الناجمة عن سهام ملوّثة بالتراب كانت تلتئم بصورة أبطأ وغالباً ما تؤدي الى الوفاة.
في القرن الثالث عشر، كانت جيوش المغول تمثّل خطراً مرعباً على باقي الجيوش المنافسة دون اللجوء حتى الى المواجهة المباشرة في الكثير من الأحيان، حيث نجحت خلال قرن واحد في السيطرة على معظم قارتيّ آسيا وأوروبا، إلا أنها نشرت عن غير قصد، أحد أخطر الأمراض في تاريخ الطب البشري، ألا وهو "الطاعون" المسمّى حينها بـ "الموت الأسود" والذي أسفر عن سقوط ملايين الضحايا في الصين القديمة وما يقرب من ثلث سكّان أوروبا، وكان السبب في تغيير شكل التاريخ لهاتيّن الرقعتيّن الجغرافيتيّن.
في فترات لاحقة، تم إستخدام جثث ضحايا الطاعون من قبل عدة جيوش حول العالم، كسلاح ضد أعدائها، ظنّاً أن الرائحة الناجمة عن تلك الجثث ستؤدي الى إصابة الأعداء بالمرض والمقصود بها هنا "البكتيريا" المستوطنة فيها بمفهومنا الحالي، فكان يتم قذف الجثث بكاملها عبر أسوار المدن المُراد إحتلالها من أجل نشر المرض فيها قبل السعي لإقتحامها.
المصادر: