8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
نشاطات المركز
11:27 AM | 2024-12-11 199
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

رؤى دوكسيادس.. الأساس الأول لتوسيع وتطوير كربلاء العمراني

بدأ مجلس الإعمار العراقي في عام 1956م، في إطار سعيه لتطوير المدن العراقية وتنظيم الحواضر العمرانية، بتكليف مؤسسة "دوكسيادس" اليونانية بوضع خطة عمرانية شاملة لمدينة كربلاء، كان هذا التكليف استجابةً للنمو السكاني السريع والتوسع العمراني الذي شهدته المدينة، التي تعد من أهم المدن الدينية في العالم الإسلامي، عملت المؤسسة على دراسة الوضع الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي للمدينة، وضعت تصميما يهدف إلى تحسين البنية التحتية وتوفير بيئة حضرية مستدامة قادرة على تلبية احتياجات السكان المتزايدين، استند التخطيط إلى نظرية "الإيكيستكس (Ekistics) "التي طورها المهندس اليوناني كونستانتينوس دوكسيادس، وهي نظرية تركز على التوازن بين الإنسان وبيئته والمجتمع، من خلال هذا المخطط، سعت "دوكسيادس" إلى تحويل كربلاء إلى مدينة قادرة على النمو المستدام، مع مراعاة الحفاظ على مكانتها كمركز ديني عالمي.

عملت المؤسسة على إجراء مسوحات ميدانية ودراسات تفصيلية لجميع قطاعات المدينة ومؤسساتها الحيوية، ووضعت تقريرًا شاملاً بعنوان "مستقبل مدينة كربلاء"، اشتمل التقرير على دراسة متكاملة مدعمة بخرائط موقعية تفصيلية حول الواقع الجغرافي والاجتماعي والسكاني والخدمي للمدينة، إضافة إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات العملية،وقد تبنت المؤسسة في تصميمها خط الزوايا القائمة، وهو نهج يوفر مرونة لإضافة امتدادات عمرانية مستقبلية دون المساس بالتخطيط القائم،مع مراعاة هوية المدينة القديمة.

على صعيد الإسكان، اقترحت "دوكسيادس" توجيه التوسع الحضري نحو الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة،وقد أثمر هذا المخطط عن ظهور العديد من الأحياء السكنية الجديدة، من أبرزها:

حي الإسكان: استُهدف لتلبية احتياجات الأسر ذات الدخل المتوسط، مع مراعاة التخطيط العمراني المتناسق والبنية التحتية المتكاملة.

حي الجمعية: أُنشئ لتقليل الكثافة السكانية في مركز المدينة، وتوفير بيئة سكنية حديثة ومجهزة بالمرافق والمؤسسات التعليمية والخدمية.

حي الموظفين: صُمم لاستيعاب سكن موظفي المؤسسات الحكومية، مع توفير خدمات تيسّر حياتهم اليومية.

حي المعلمين: خصص للعاملين في القطاع التعليمي، لتوفير بيئة قريبة من المؤسسات التعليمية وخدمات البنية التحتية.

حي الحسين: أحد أبرز الأحياء الحديثة وأكثرها اتساعا، وقد تميز بتخطيط دائري أنيق.

اعتمد المخطط على توزيع متوازن لهذه الأحياء بعيدا عن مركز المدينة التقليدي، مما أسهم في تقليل الازدحام في المناطق القديمة وتحسين جودة حياة السكان، كما حظيت البنية التحتية بأولوية، حيث تم تطوير شبكات الطرق والماء والكهرباء، إضافة إلى توفير المرافق العامة.

ورغم النجاح الأولي لمخطط "دوكسيادس"، إلا أن السياسات العمرانية اللاحقة، التي تلت مخطط عام 1978م [مخطط وزارة التخطيط الذي استند على مقترحات الشركة اليونانية]، لم تلتزم تماما بالتصميم الأساسي الذي وضعته الشركة، هذا التباين في التطبيق أدى إلى تفاقم المشكلات الحضرية بشكل كبير، حيث خرجت بعض القضايا عن السيطرة، ومع ذلك، يُعد مشروع "دوكسيادس" محطة محورية في تاريخ كربلاء العمراني، فقد أسهم في وضع أسس جعلت المدينة واحدة من أكثر المدن العراقية تنظيما وتطورا، مع حفاظها على مكانتها كمركز ديني عالمي.

 

 

راجع

د.رياض كاظم الجميلي،مدينة كربلاء دراسة في النشأة والتطور،البصائر،بيروت،2012،ط1،ص128

Facebook Facebook Twitter Whatsapp