قال القاسم بن الأصغ المجاشعي: لما اتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس من أحسن الناس وجها، وقد علق في عنق فرسه رأسا وهو غلام امرد ووجهه كانه القمر ليلة تمامه وبين عينيه اثر السجود فإذا طأطأ الفرس برأسه لحق الراس بالأرض. فقلت له : راس من هذا ؟! فقال : راس العباس بن على بن أبي طالب قلت : ومن أنت ؟! قال : حرملة بن كاهل الأسدى. قال : فلبثت أياما وإذا بحرملة وهو أشدّ سوادا من القار. فقلت له : لقد رايتك يوم حملت الراس وما فى العرب أنضر وجهاً منك واليوم أراك في أقبح وجه وأسوده فبكى وقال: منذ حملت الرأس إلى اليوم ما تمر علي ليلة إلا وإثنان يأتيان ويأخذان بعضدي وينتهيان بي إلى النار فيدفعاني فيها وأنا أحترق ثم مات على أقبح هيئة لا رحمه الله
المصدر / كتاب العباس بن علي / عبد الامير القريشي / ص ٢٩٨