فعن ولادة الإمام "عليه السلام" في مهد الطهر، تغنّى "عبد المنعم الفرطوسي" بميلاده قائلاً:
ولد الفتح بين أحضان طه فتهادى للحمد خير لواء
حيث لم تكن ولادته لحظة من الزمن، بل انطلاقة فتح إلهي اختار بيت النبوة مهداً، وسِر الإمامة مقاماً، ليصبح "أبو الأئمة الأطهار".
وعن كرمه الذي أغاث حتى أعداءه، بجودٌ نادر يسمو فوق الحسابات، يروي "بولس سلامة" قائلاً:
جاد بالماء، والمياه حياة فأعاش الأرقم والأشرارا
فهو العطاء الذي تجاوز الثأر، وأغاث من جاءه ليفتك به، وهو يعلم أنه لن يُجزى إلا غدراً.
أما عبادته التي كانت محراباً يضيء السماء، وصوت نور يعانق العرش، فقد صوّر "سلامة" مناجاة الحسين، بالقول:
أطلق السبط قلبه في صلاةٍ فالأريج الزكي في النسمات
كما تسابق الشعراء في بيان شجاعته الأسطورية التي جعلت الرعب في قلوب جيش من خصومه، أمطاراً من سهام، وغدراً يعجزهم عن النزال وجهاً لوجه، حيث كتب "جورج شكور":
في كربلاء سكبت العمر ملحمة بالدَّمَ خُطَّتْ، وخُطَّتْ عنك أسفارُ
ضجت لهيبتك الصحراء مجفلة كأنما هبّ في الصحراء إعصارُ
لقد صاغ الشعراء ملاحم من ضوء ونار، ليخلّدوا حسيناً لم يُخلق لهوان، بل كان مدرسة الأحرار ومحرّك الضمائر، وظل على مدى الزمن قبلةً لكل من أراد كرامة وموقفاً وعقيدة أبت أن تنهار.
المصدر: رغد عدنان حسان، أهل البيت في ملاحم الشعر الحديث – دراسة موضوعية فنية، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص76-80.