جاء هذا العدد الجديد حافلاً بمحاور متخصصة عالجت زيارة الأربعين باعتبارها حدثًا إنسانيًا ومعرفيًا وحضاريًا فريدًا، يتجاوز حدود الزمان والمكان ليغدو ظاهرة عالمية تحتاج إلى قراءة علمية متجددة، حيث حمل المحور الاجتماعي، دراسات نوعية، منها رمزية زيارة الأربعين من التقويض إلى العالمية، والتي تفكك مراحل تحوّل الزيارة من ممارسة مقيّدة إلى رمز إنساني عالمي، إلى جانب ورقة بحثية عن الأثر الروحي المستدام للدور القيادي للإمام الحسين "عليه السلام" في تحقيق التماسك الاجتماعي رغم التحديات.
وإختص ثاني هذه المحاور، بالجانب العلمي، والذي فتح آفاق البحث التطبيقي لمواجهة تحديات الحشود المليونية، ومن أبرز بحوثه تلك المتعلقة بإدارة النفايات البيولوجية الناتجة عن الحشود البشرية في زيارة الأربعين، ودراسة الأمراض الشائعة خلال الزيارة، إلى جانب بحث حلول الطاقة المستدامة للمواكب الخدمية على طريق الزائرين.
فيما تناول محور إدارة الحشود، أبعاداً عملية وميدانية، مثل منطلقات الزيارة الأربعينية في ظل مفاهيم التنمية البشرية المستدامة، ودور ساحات وقوف السيارات في إدارة الحشود المليونية خلال المناسبات الدينية في كربلاء، أما المحور الإنساني، فقد ضمّ دراسات فريدة ومعاصرة، منها حق المرأة في المشاركة في الزيارة الأربعينية، وأثر النهج الحسيني في بناء مجتمع تنموي مستدام.
وبهذا التنوع العلمي، تؤكد مجلة الأربعين دورها الريادي كمنبر أكاديمي متخصص يقدّم للباحثين والمهتمين رؤية علمية شاملة حول أعظم تجمّع بشري سنوي، لتكون مرجعًا يوثّق ويحلل ويقترح الحلول العملية لمستقبل أفضل.