كشفت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث عن صورة جيولوجية دقيقة لتربة محافظة كربلاء المقدسة، مبيّنة التنوع الكبير بين تربة السهل الرسوبي في شرق المحافظة، وترب الهضبة الغربية التي تضم أنماطاً متباينة من التكوينات الصحراوية.
ففي السهل الرسوبي تتشكل التربة بفعل الفيضانات النهرية، حيث يتركّب معظمها من خليط الرمل والطين، وتترسب المواد تدريجياً من الثقيلة على الضفاف إلى الذرات الدقيقة في عمق السهل، مانحة المنطقة خصوبةً طبيعية ميزتها عبر التاريخ.
أما الهضبة الغربية فتحتضن ثلاثة أنواع رئيسية من التربة، أولها التربة الصحراوية الجبسية المختلطة التي ترتفع فيها نسبة الجبس لأكثر من 25% وقد تصل إلى 70% في الأعماق، مع نسبة عالية من الرمل (74%) تجعلها سريعة النفاذية للمياه.
أما النوع الثاني فهو تربة قيعان الوديان والمنخفضات مثل وادي الأبيض والطريفاوي، وهي ترب منقولة تتكون من مزيج رملي وحصوي مع الغرين والطين، وتتدرج نعومتها مع العمق لتشكل طبقات رسوبية يصل سمكها إلى 3 أمتار.
وفيما يخص ثالث هذه الأنواع فهو تربة الكثبان الرملية التي تتركز في أقصى شمال شرق ناحية الحسينية، وتتميز بخشونتها، وارتفاع نسبة الكلس فيها، وضعف المادة العضوية، مع نفاذية عالية تجعل استثمارها الزراعي مشروطاً بالتسوية وتوفير كميات كبيرة من الماء.
وتُظهر هذه المعطيات أن كربلاء ليست مجرد مدينة مقدسة تحمل إرثاً دينياً وتاريخياً عظيماً، بل أرضٌ ذات طبيعة متنوّعة، تُشكّل تربةً متعددة الخصائص تفتح المجال أمام دراسات زراعية وبيئية مهمة للمستقبل.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور الجغرافي، 2017، ج1، ص85-86.