تُعدّ مدينة كربلاء المقدسة واحدة من أهم الحواضن التاريخية للأسر والقبائل العلوية التي ارتبطت بأنسابها الشريفة بالعترة الطاهرة، وفي مقدمة تلك السلاسل المهيبة تبرز سلالة "بني الأعرج"، كإحدى البيوتات الهاشمية العريقة التي عُرفت بعلمائها وأدبائها وروادها في ميادين الفكر والخدمة الدينية والاجتماعية.
ينتسب بنو الأعرج إلى عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام علي بن الحسين (عليهم السلام)، وهو نسبٌ مبارك تفرعت منه بيوت كبيرة في مختلف مدن العراق، حتى أصبح لهذه السلالة حضور واسع في الكوفة وبغداد والنجف والكاظمية والموصل، ومنها امتدّت فروعها إلى كربلاء حيث حافظت على مكانتها العلمية والاجتماعية عبر القرون.
وقد أعقب عبيد الله الأعرج أربعة أبناء هم: محمد الجوراني، علي الصالح، حمزة مختلس الوصية، وجعفر الحجة، ولكل منهم ذرية واسعة شكّلت أساس الامتداد التاريخي لهذه السلالة، التي ظهر منها النقباء والوزراء والفقهاء والشعراء وأهل العلم.
وفي كربلاء، تفرّعت من هذه السلسلة العلوية بيوت عريقة بقي أثرها واضحاً في الحياة الاجتماعية والفكرية للمدينة، ومن أبرزها:
آل سيد ربيع الأعرج
وهم من البيوت المعروفة بوجاهتها وسمعتها الطيبة، ومن رجالها علي وعبيد أبناء السيد حسين المتوفى سنة 1995م، كما برز منهم السيد محسن بن السيد حسين بن السيد جواد الأعرجي، وأبناؤه الذين ساروا على نهج خدمة المجتمع الحسيني وأصالة النسب الهاشمي.
 آل لطفي
أسرة كريمة عُرفت برجالها الفاضلين، ومن أبرز أعلامها الشاعر والأديب السيد محمد بن السيد حسن بن السيد لطفي، وهو من جامعي تراث السادة آل الرشتي، وقد عاش في القرن الثالث عشر الهجري. وتمتد اليوم هذه الأسرة عبر شخصيات معروفة بخدمتها الاجتماعية والعلمية.
آل سيد عمران
وهي أسرة هاجرت من الحلة واستوطنت كربلاء، وامتهنت الزراعة لفترات طويلة، وقد خرج منها رجال عُرفوا بالاستقامة والاجتهاد في العمل، ومنهم السادة خضير وحسن وناجي وجواد ومهدي وصاحب وهادي أبناء عباس بن عمران.
أسرة السيد هادي بن عباس الأعرجي
وهي أسرة معروفة بإسهاماتها التربوية، إذ ينحدر منها رجال كان لهم حضور في مجال التعليم وخدمة المجتمع.
أسرة السيد حنون الأعرجي
وهي من الأسر الكربلائية العلوية التي حافظت على امتداد نسبها ووجودها في المدينة من خلال العمل الاجتماعي والخيري.
ويمثّل وجود هذه الأسر العلوية في كربلاء جزءاً أصيلاً من الهوية الدينية والتاريخية للمدينة، إذ ساهمت أجيالها المتعاقبة في تعزيز مكانتها العلمية وخدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام)، وحفظ الموروث الهاشمي الأصيل الذي ميّز كربلاء المقدسة عبر تاريخها الطويل.
المصدر: آل طعمة، سلمان هادي، عشائر كربلاء وأسرها، 1998، ص31-32.