وقد أحاطها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعناية خاصة، فرفع مقامها وفرض محبتها وولايتها على المسلمين، ليكون احترامها جزءًا من عقيدتهم. وروى المحدثون عشرات النصوص التي تُظهر عظمتها، من بينها قوله (صلى الله عليه وآله):
«إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك»... (مستدرك الصحيحين ١٥٣/٣).
وقوله: «فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما يؤذيها»... (صحيح الترمذي ۳۱٩/٢).
وقوله: «فاطمة سيدة نساء العالمين»... (مسند أحمد بن حنبل ٦ / ۱۱۲).
هذه المكانة الفريدة جعلت من الزهراء نبراساً لنساء الأمة، ورمزاً للطهارة والسموّ الأخلاقي، إذ أنجبت سلالة طاهرة أصبحت امتداد الرسالة وعمود الهداية، متمثلةً بالأئمة المعصومين (عليهم السلام) الذين حملوا مسؤولية الإصلاح وحماية الدين.
وتؤكد الموسوعة أن بركة الزهراء امتدّت في التاريخ، حتى إن الدولة الفاطمية العظيمة انتسبت إلى اسمها، كما اشتُقّ منه اسم الجامع الأزهر الذي بقي إلى اليوم منارة للعلم، فهي شخصية صنعت الوعي، وربّت أجيالاً مهذبة، وخلدت بصفتها سيدة النور والقدوة.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، 2019، ج1، ص29-30.