مدينتنا العزيزة كربلاء هي من أوائل المدن العراقية سباقة في كل ما هو جديد ومنها استخدام الكهرباء حيث جلبت أول ماكنة كهرباء للمدينة بجهود العالم السيد عبد الحسين الحجة الطباطبائي ووضعت وقتها في خان المخضر مقابل الفسحة.
كما جلب ماطور خاص لانارت الروضة الحسينية وذلك سنة ۱۹۱۲م.
فقد كانت سابقاً تنار الطرق والازقة بالفوانس والتي جاء ذكرها من قبل
الرحالة البريطاني جون في رحلته إلى كربلاء سنة ١٨٦٤م.
كان الأشخاص المكلفون بأنارة تلك المشاعل أو الفوانيس يأتون قبيل غروب الشمس لانارتها وثم يعودون في الصباح لاطفائها وعادة كانت تناط هذه المهنة للحراس الليليين لكل محلة من محلات المدينة وهؤلاء ينتسبون إلى البلدية وكانت البلدية تستوفي أجور إنارة الفوانيس من الأهالي بواسطة الحراس الليليين ويطلق عليهم (الجرخجية).
وفى سنة ١٩٢٥م جلبت البلدية ماكنة كهربائية لانارة المدينة والمتمكنين من أهالي المدينة هم من استخدموا إنارة بيوتهم وكان من ضمنهم الشيخ علي جواد كاظم الكشوان العزاوي (رحمه الله) في وقتها قدم طلب اشتراك وكان ذلك سنة ١٩٣٩م وحصل على رقم اشتراك يحمل الرقم (٧٤).
كانت أدارة مشروع الكهرباء في وقتها للأشخاص المبينين ادناه:
المدير / السيد عبد الرزاق الوهاب طعمة. ثم جاء السيد كاظم السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة خلفاً للمدير السابق.
مأمور المخزن / السيد مجيد سلمان الوهاب آل طعمة.
أمين الصندوق / ملا ناجي سعيد الوكيل.
الكاتب/ عباس علوان الصالح.
وفي خمسينات القرن العشرين جلبت البلدية مولدات كهربائية ووزعت الاشتراكات على الاهالي وسلمت حراسة هذه المولدات ليلاً إلى أشخاص مكلفين بهذه المهمة لقاء أجور معينة تدفع لهم، وبالتالي تقوم البلدية استيفاء المبالغ من أصحاب الدور والمحال التجارية...
كان موقع محطة الكهرباء آنذاك في بداية حي الحسين وهو مخزن البلدية حالياً. وكان يديرها المهندس الهندي (يانر).
تحية إجلال وتقدير لهؤلاء الرجال الذين قدموا خدماتهم الجليلة لمدينتنا الحبيبة كربلاء المقدسة وستبقى ذكراهم خالدة في نفوسنا رحمة الله عليهم وطيب تعالى ثراهم...
المصدر / صاحب الشريفي / كربلائيون في ذاكرة التراث / ١٦٣