8:10:45
"شتروتمان" وشيعة علي... بين الرواية الاستشراقية والحقيقة النبوية برنامج الرحالة || المستشرق الفرنسي جاك بيرك French Orientalist Jacques Berque صوت العرفان الذي لا يخبو... من هو صاحب القبة المزركشة في شارع القبلة؟ كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء توجّه كتاب إمتنان لمدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلاغة الدم والنور... ملاحم شعرية في مدح ورثاء آل محمد بالفيديو | الوفد الاوربي الاثري يزور معالم كربلاء التاريخية برفقة خبراء مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء: الأرض التي سكنت قلوب الأنبياء قبل أن تسكنها نسائم الشهادة مركز كربلاء يحتفي بعودة مديره... القريشي يستأنف عمله وسط ترحيب حار موسوعة كربلاء تُعيد قراءة التاريخ... مدينة سيد الشهداء بين قداسة المكان ودقة الرواية أنهار الحياة في كربلاء... رحلة الماء بين الحسينية وبني حسن الحسين بقلم مستشرق بريطاني: هو ثائرٌ لم يطلب ملكاً بل عدلاً الاعتبار و الاتعاظ بالقرون الماضية و الأمم السابقة ... محمد جواد الدمستاني من بيت الحكمة إلى مكتبة مركز كربلاء... قاموس يُترجم لغة الآثار بين النص والميدان... كيف أعاد "البالغون الفتح" رسم خريطة شهداء الطف؟ بعيون كربلائية - شارع ابن الحمزة في كربلاء المقدسة "مسند أبان بن تغلب الكوفي"... موسوعة حديثية فريدة يصدرها مركز كربلاء للدراسات والبحوث المرقدان الشريفان... محركا الاقتصاد الكربلائي عبر العصور كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة 
اخبار عامة / أقلام الباحثين
03:18 AM | 2023-07-27 1824
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) بين الحقيقة والتشكيك.. شبهات وردود..الحلقة السادسة

أقوال باطلة:

بعد أن افتُضح أمر محاولات التضليل والتشوية، التي اختطّها الإعلام الأمويّ، فباتت لا تجديهم نفعًا، عمدوا إلى تغيير أساليب اللعبة، من خلال اختراق الشيعة أنفسهم، فظهرت فئة ممّن عرفت هذه النهضة، ومكانة صاحبها، وأهدافه، فغدت تمارس التحريف من خلال تنصيب نفسها مدافعة عنها، في حين تعمل على هدمها، وحرفها عن مسارها، وإعطاء تصورات وهمية للناس عنها، وغالبًا ما يكون سلاحها في ذلك، التهويل، واستغلال عواطف الناس السذّج، وتجييشهم؛ لكسب تأييدهم.

هذه الفئة تمارس الحرب الخفيّة على نهضة سيد الشهداء ع، والكشف عنها يتطلب جهدًا كبيرًا؛ لأنّها تتلبس ثياب المدافع المتباكي على الإمام الحسين عليه السلام ونهضته. وبدلًا من أن يقوم طالب الحقيقة في البحث والتقصي عن تفسير منطقي بدلالة دامغة يسدل الستار عمّا يختلج في داخله من شبهات وأوهام ألا أن اللافت للنظر أنهم اختاروا الإنكار والتشكيك بهدف زلزلة عقائد الناس والتأثير على عقولهم لتغيير قناعاتهم، فذهبوا الى الطعن بعدد الشهداء الذين كانوا مع الإمام الحسين عليه السلام ومما يُثار على الساحة اليوم، في هذا الميدان، هو كم عدد أصحاب الإمام الحسين عليه السلام يوم الطف؟. إذ يشيعون بأنّ عددهم عشرة آلاف مقاتل، وأنّ المعركة استمرّت ثلاثة أيّام. ولا دليل لهم على ذلك سوى المزاعم الواهية، التي لا تسمن، ولاتغني من جوع وتفتقر في حقيقتها الى دليل علمي واضح يمكن الركون اليه سوى تخيلات بالية بعيدة عن المنهج العلمي والتحليل المنطقي للروايات التاريخية، ومن هذه الاقوال الباطلة "من غير المعقول أن يحشّد جيش قوامه ثلاثون ألف مقاتل، لمواجهة ثلاثة وسبعين مقاتلًا، فالثلاثة والسبعون الذين قاتلوا مع الإمام الحسين ع، هم قادة الجيش، وحملة الرايات، وليس كلّ الذين قاتلوا معه، إذ من غير المعقول أنّ شخصية كالإمام الحسين عليه السلام ، يخرج معه هذا العدد القليل"، وكأنهم لم يقرأوا التاريخ ولم يطلعوا على ما جاء في القران الكريم من قصص تخص الانبياء  بينت ابتلائهم باقوامهم ومدى معاناتهم في مراحل الدعوة وما جرى لهم نجدهم اشد الناس بلاءً، قال تعالى: (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنا، وفي موضع آخر قال تعالى: (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ع وعليه نبين الآتي:-

 

أقوال وشواهد

أوّلًا: شذرات من القرآن الكريم وقصص المرسلين

إنّ ابتلاء الأنبياء والرسل بأقوامهم، هو من حقائق التاريخ البشريّ، إذ عانوا جميعًا من تكذيب أقوامهم، ومحاربتهم، وقلّة ناصريهم، ومن الشواهد القرآنيّة على ذلك:

قوله تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ﴾.

قوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

نوح عليه السلام ابتلاه الله ابتلاءً عظيمًا، فقد ابتلي بقومٍ ظلّ يدعوهم ألف سنة إلّا خمسين عامًا ولم يستجيبوا له، رغم ما بذله من جهد: ﴿قال رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا﴾، مما يصوّر بدقة شدّة المحنة التي وصل إليها رغم حرصه عليهم.

هود عليه السلام.. ابتلي في الدعوة فقد ظلّ يدعو قومه، ولم يلق إلّا السخرية والتكذيب والإعراض والطرد، فتدخلت قدرة الله تعالى، فأخذتهم بالعذاب.

صالح عليه السلام.. ابتلي بقومه ورغم أنّهم سألوه آية، فكانت الناقة العظيمة إلّا أنّهم نحروها.

إبراهيم عليه السلام صبر على إيذاء قومه له حتّى رموه في النار، قال تعالى: ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ﴾.

موسىعليه السلام.. أكثر الأنبياء معاناة من قومه المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ وَالله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾. فقد تعاملوا معه بنفوسٍ ملتوية، وبمواقف متخاذلة، وناكثة للعهود؛ ﴿ثمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾.

عيسىعليه السلام.. ابتلاه الله ببني إسرائيل رغم الآيات المذهلة، حتى بلغ بهم الأمر إلى أن يخونوه، ويدلّوا الرومان عليه؛ ليقتلوه.

ثانياً: شواهد تاريخية

  1. حكى ابن حمدون وتابعه في الرأي فريق من العلماء قال الإمام الحسين ع: ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وكثرة العدو وخذلة الناصر ثم تمثل:

فإن نهزم فهزامون قدما

 

وإن نهزم فغير مهزمينا

وما إن طبنا جبن ولكن

 

منايانا وطعمة آخرينا

 

  1. رغم محاولات تبرئة يزيد من جريمة قتل الإمام ع، التي ذكرنا طرفًا منها في المقدّمة، إلّا أنّها بأجمعها لم تجرؤ على التعرّض لذكر عدد أصحاب الإمام الحسين ع، أو التشكيك به، بلحاظ أنّ ذلك من المسلّمات، التي لا يتسرّب إليها الشكّ.

 

 

الأستاذ عبد الأمير القرشي

باحث إسلامي

Facebook Facebook Twitter Whatsapp