8:10:45
"شتروتمان" وشيعة علي... بين الرواية الاستشراقية والحقيقة النبوية برنامج الرحالة || المستشرق الفرنسي جاك بيرك French Orientalist Jacques Berque صوت العرفان الذي لا يخبو... من هو صاحب القبة المزركشة في شارع القبلة؟ كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء توجّه كتاب إمتنان لمدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلاغة الدم والنور... ملاحم شعرية في مدح ورثاء آل محمد بالفيديو | الوفد الاوربي الاثري يزور معالم كربلاء التاريخية برفقة خبراء مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء: الأرض التي سكنت قلوب الأنبياء قبل أن تسكنها نسائم الشهادة مركز كربلاء يحتفي بعودة مديره... القريشي يستأنف عمله وسط ترحيب حار موسوعة كربلاء تُعيد قراءة التاريخ... مدينة سيد الشهداء بين قداسة المكان ودقة الرواية أنهار الحياة في كربلاء... رحلة الماء بين الحسينية وبني حسن الحسين بقلم مستشرق بريطاني: هو ثائرٌ لم يطلب ملكاً بل عدلاً الاعتبار و الاتعاظ بالقرون الماضية و الأمم السابقة ... محمد جواد الدمستاني من بيت الحكمة إلى مكتبة مركز كربلاء... قاموس يُترجم لغة الآثار بين النص والميدان... كيف أعاد "البالغون الفتح" رسم خريطة شهداء الطف؟ بعيون كربلائية - شارع ابن الحمزة في كربلاء المقدسة "مسند أبان بن تغلب الكوفي"... موسوعة حديثية فريدة يصدرها مركز كربلاء للدراسات والبحوث المرقدان الشريفان... محركا الاقتصاد الكربلائي عبر العصور كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة 
اخبار عامة
11:22 AM | 2025-05-14 231
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

"شتروتمان" وشيعة علي... بين الرواية الاستشراقية والحقيقة النبوية

في محاولة لتأريخ نشأة التشيّع، كتب المستشرق الألماني الشهير رودلف شتروتمان (1877–1960م) رأياً أثار الكثير من الجدل في الأوساط الفكرية.

وزعم شتروتمان أن "أقدم وقت قامت فيه الشيعة السياسية، وبعبارة أدق شيعة علي، هو منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان الشيعة الأوائل، حسب رواياتهم، لا يتعدّون ثلاثة: سلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وكان لمقتل الحسين أكثر أثراً من دم علي، إذ صار بذرة التشيع" حسب قوله.

لكن، وعلى الرغم من أهمية "شتروتمان" بوصفه واحداً من أعمدة الاستشراق الألماني في دراسة الإسلام والمذاهب، إلا أن رؤيته هذه، كما يراها كثير من الباحثين، تفتقد للإنصاف التاريخي والمنهجي، وتتغافل عن مصادر نبوية مبكرة تشهد لتكوّن نواة التشيّع في حياة النبي محمد "صلى الله عليه وآله" نفسه، لا بعدها.

والقول بأن التشيّع وُلِد بعد وفاة النبي، يُغفل الكثير من الروايات التي صدرت عن النبي نفسه في مدح علي بن أبي طالب وأتباعه الأبرار، ففي أكثر من موضع، أشار النبي "صلى الله عليه وآله" إلى علي بوصفه وصيّه ووارث علمه، بل ووصف أتباعه بـ "الشيعة"، كما في بعض الأحاديث المشهورة، "يا علي، أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة".

أما أولئك الثلاثة الذين أشار إليهم شتروتمان – سلمان وأبو ذر والمقداد – فلم يكونوا مجرد معارضين سياسيين، بل مؤمنين بطريق أمير المؤمنين "عليه السلام" بإعتباره الامتداد الشرعي لرسالة النبي "صلى الله عليه وآله"، ومنهم تفرّع منهج فكري-عقائدي واضح المعالم.

ومن المفارقات التاريخية الأخرى في رؤية "شتروتمان"، إدعاؤه إن "إستشهاد الإمام الحسين هو البذرة الأولى لمذهب الشيعة"، بينما يتفق جمهور الباحثين الشيعة – بل وبعض المنصفين من غيرهم – على أن كربلاء لم تكن بداية، بل كانت لحظة تجديد لوعي التشيّع.

فصحيح أن مشهد استشهاد الإمام الحسين "عليه السلام"، كان عظيم المأساوية والبشاعة، وكان على يد دولة قائمة هي بني أمية، لا فرداً خارجياً كقاتل الإمام علي "عليه السلام"، لكن هذا لا يجعل من الحسين أكثر قيمة من أبيه، بل هما – كما يرى الشيعة – شريكان في الدم، والكرامة، والتضحية.

ورغم اختلاف التقييمات، إلا أن "شتروتمان" كان دقيقاً حين أشار إلى أن "الاستناد إلى آلام الشهداء" هو ركيزة روحية وفكرية في المذهب الشيعي، فالتشيّع كما يتجلى في أدبياته التاريخية والعقائدية، يرى أن الشهادة ليست نهاية بل بداية جديدة للثورة، ومن هنا كانت دماء الشهداء – من كربلاء إلى اليوم – وقوداً متجدداً لمواجهة الظلم والاستبداد.

 

المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، 2020، ج8، ص17-18.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp