8:10:45
"شتروتمان" وشيعة علي... بين الرواية الاستشراقية والحقيقة النبوية برنامج الرحالة || المستشرق الفرنسي جاك بيرك French Orientalist Jacques Berque صوت العرفان الذي لا يخبو... من هو صاحب القبة المزركشة في شارع القبلة؟ كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء توجّه كتاب إمتنان لمدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلاغة الدم والنور... ملاحم شعرية في مدح ورثاء آل محمد بالفيديو | الوفد الاوربي الاثري يزور معالم كربلاء التاريخية برفقة خبراء مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء: الأرض التي سكنت قلوب الأنبياء قبل أن تسكنها نسائم الشهادة مركز كربلاء يحتفي بعودة مديره... القريشي يستأنف عمله وسط ترحيب حار موسوعة كربلاء تُعيد قراءة التاريخ... مدينة سيد الشهداء بين قداسة المكان ودقة الرواية أنهار الحياة في كربلاء... رحلة الماء بين الحسينية وبني حسن الحسين بقلم مستشرق بريطاني: هو ثائرٌ لم يطلب ملكاً بل عدلاً الاعتبار و الاتعاظ بالقرون الماضية و الأمم السابقة ... محمد جواد الدمستاني من بيت الحكمة إلى مكتبة مركز كربلاء... قاموس يُترجم لغة الآثار بين النص والميدان... كيف أعاد "البالغون الفتح" رسم خريطة شهداء الطف؟ بعيون كربلائية - شارع ابن الحمزة في كربلاء المقدسة "مسند أبان بن تغلب الكوفي"... موسوعة حديثية فريدة يصدرها مركز كربلاء للدراسات والبحوث المرقدان الشريفان... محركا الاقتصاد الكربلائي عبر العصور كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة 
اخبار عامة / أقلام الباحثين
07:03 AM | 2023-07-27 1620
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) بين الحقيقة والتشكيك.. أصحاب الحسين عليه السلام في كتب التاريخ.. حقيقة وبيان ..الحلقة العاشرة

الروايات التأريخية

ثالثا: حكى الدينوريّ: «قالوا: ثمّ إنّ ابن زياد جهّز عليّ بن الحسين، ومن كان معه من الحريم، ووجّه بهم إلى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس، ومحقن بن ثعلبة، وشمر بن ذي الجوشن. فساروا حتى قدموا الشام، ودخلوا على يزيد بن معاوية بمدينة دمشق، وأدخل معهم رأس الحسين، فرمى بين يديه. ثمّ تكلّم شمر بن ذي الجوشن، فقال: يا أمير المؤمنين، ورد علينا هذا في ثمانية عشر رجلًا من أهل بيته، وستّين رجلًا من شيعته، فصرنا إليهم، فسألناهم النزول على حكم أميرنا عبيد الله بن زياد، أو القتال، فغدونا عليهم عند شروق الشمس، فأحطنا بهم من كلّ جانب، فلما أخذت السيوف منهم مأخذها، جعلوا يلوذون إلى غير وزر، لوذان الحمام من الصقور، فما كان إلّا مقدار جزر جزور، أو نوم قائل، حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجرّدة، وثيابهم مرمّلة، وخدودهم معفّرة، تسفي عليهم الرياح، زوّارهم العقبان، ووفودهم الرخم».

وهذه الرواية تشير إلى اعتراف صريح من أبرز رموز الحزب الأمويّ، وهو شمر بن ذي الجوشن، بأنّ عدد من كان مع الإمام الحسين ع من الهاشميين والأنصار (78).

القول الحادي عشر:

 إنّهم اثنان وسبعون رجلًا: منهم اثنان وثلاثون فارسًا، وأربعون راجلًا، وهذا هو القول المشهور بين المؤرّخين، وتتفق مع ما صدر من رواة آخرين متقدّمين على الطبريّ أو معاصرين له، كالدينوريّ واليعقوبيّ وآخرين متأخرين عنه كالخوارزميّ، فضلًا عن أنّ هذه الرواية استندت إلى شهود عيان حضروا في ساحة المعركة منهم الضحاك بن عبد الله المشرقيّ، الذي كان يقاتل مع أصحاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء؛ ونصّ الرواية: «وعبأ الحسين أصحابه وصلّى بهم صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارسًا، وأربعون راجلًا، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه، وأعطى رايته العبّاس بن علي».

«وكان الحسين في اثنين وستّين، أو اثنين وسبعين رجلًا من أهل بيته وأصحابه»؛ وهذا العدد يوافق أيضًا عدد الرؤوس المقطوعة، إذ شُهر بين المؤرّخين أنّها اثنان وسبعون رأسًا.

وإذا أخذنا بالحسبان أنّ رؤوس الشهداء من الموالي لم تقطع وعددهم (12) حسب قول الفضيل بن الزبير، وإذا زدنا على ذلك ما ذكره ابن قتيبة وغيره، أنّ ثلاثين رجلًا من جيش عمر بن سعد، التحقوا بالحسين يوم عاشوراء؛ إذ قال: «وكان مع عمرو بن سعيد من قريش ثلاثون رجلًا من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث خصال لا تقبلون واحدة منها؟ فتحوّلوا مع الحسين، فقاتلوا»؛ وبذلك يكون العدد الإجماليّ للشهداء (102) شهيدًا، وهذا العدد هو الراجح، والوجه في رجحانه موافقته لسائر تفاصيل الروايات التاريخيّة التي تحدّثت عن المعركة، فضلًا عن إنسجامه مع روايات الرؤوس الشريفة التي أرسلت إلى الشام، والتي استثنينا رؤوس الشهداء من الموالي، ورأس الحرّ بن يزيد الرياحيّ، والناجون من المعركة من الهاشميين والأنصار وعددهم (9)، كالحسن بن الحسن والضحّاك بن عبد الله المشرقيّ، وعقبة بن سمعان.

وهذا ما انتهى بنا إليه البحث، إذ لا نستطيع أن نحدد عددًا بعينه، لافتراض وجود نسبة من الخطأ ناشئة من تصحيف الأسماء، وغيرها من الأسباب، التي بيّناها سابقًا؛ ولكن هذه النسبة المفترضة من المؤكد أنّها قليلة إذا ما علمنا أنّ التفاوت والتباين في هكذا أمر يعد مقبولًا.

الأستاذ عبد الأمير القرشي

باحث إسلامي

Facebook Facebook Twitter Whatsapp