8:10:45
"شتروتمان" وشيعة علي... بين الرواية الاستشراقية والحقيقة النبوية برنامج الرحالة || المستشرق الفرنسي جاك بيرك French Orientalist Jacques Berque صوت العرفان الذي لا يخبو... من هو صاحب القبة المزركشة في شارع القبلة؟ كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء توجّه كتاب إمتنان لمدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث بلاغة الدم والنور... ملاحم شعرية في مدح ورثاء آل محمد بالفيديو | الوفد الاوربي الاثري يزور معالم كربلاء التاريخية برفقة خبراء مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء: الأرض التي سكنت قلوب الأنبياء قبل أن تسكنها نسائم الشهادة مركز كربلاء يحتفي بعودة مديره... القريشي يستأنف عمله وسط ترحيب حار موسوعة كربلاء تُعيد قراءة التاريخ... مدينة سيد الشهداء بين قداسة المكان ودقة الرواية أنهار الحياة في كربلاء... رحلة الماء بين الحسينية وبني حسن الحسين بقلم مستشرق بريطاني: هو ثائرٌ لم يطلب ملكاً بل عدلاً الاعتبار و الاتعاظ بالقرون الماضية و الأمم السابقة ... محمد جواد الدمستاني من بيت الحكمة إلى مكتبة مركز كربلاء... قاموس يُترجم لغة الآثار بين النص والميدان... كيف أعاد "البالغون الفتح" رسم خريطة شهداء الطف؟ بعيون كربلائية - شارع ابن الحمزة في كربلاء المقدسة "مسند أبان بن تغلب الكوفي"... موسوعة حديثية فريدة يصدرها مركز كربلاء للدراسات والبحوث المرقدان الشريفان... محركا الاقتصاد الكربلائي عبر العصور كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة 
نشاطات المركز
06:30 AM | 2024-07-28 559
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الفواجع والمعاناة في حياة السيدة زينب (عليها السلام)

لقد مرّت السيدة زينب (عليها السلام) بظروف وفواجع كثيرة في هذا البيت النبوي الذي تربت فيه وشهدت المشاعر الإنسانية بين جدها وأمها وأبيها وإخوتها. وكما روى الحاكم في المستدرك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر كان آخر الناس عهداً به فاطمة، وإذا قدم من سفره كان أول الناس به عهداً فاطمة عليها السلام.
وكان النبي إذا دخل بيته قبّل هذا وشم ذاك وابتسم لتلك، ودخله ذات يوم فأخذ الحسن وحمله، فأخذ علي الحسين وحمله، فأخذت فاطمة زينب وحملتها، فاهتزت أركان البيت طرباً للصفوة المختارة، وتدلنا هذه الظاهرة أن محمداً (ص) كان أكثر الأنبياء غبطة وسعادة بأهل بيته.
ولكن، سرعان ما تبدل الحال، بعد حادثة الهجوم على دار أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فحضرت الساعات الأليمة، وهي تشاهد أمها العليلة مكسورة الضلع طريحة الفراش، وبان عليها الحزن والتعب الشديد، وازداد وجعها لمدة (٧٥)  يوماً حتى فارقت الدنيا، فشغلت زينب مكان أمها، ولقد أنضجتها الأحداث، وهيأتها لأن تشغل مكان الراحلة العظيمة، فتكون أمّاً للحسن والحسين (ع)، فكانت بحق أم أخيها كما كانت أمها أم أبيها.
ثم انتقلت السيدة زينب إلى ناحية أخرى باستشهاد أبيها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي عاشت معه (٣٥) أو (٣٦) سنة. وحتى بعد زواجها من ابن عمها (عبد الله بن جعفر) فإنها لم تنقطع عن بيت أبيها عندما انتقل الإمام علي عليه السلام بعد خلافته إلى الكوفة، انتقلت معه، فكانت موضع رعاية أمير المؤمنين ووقف عبد الله بجانب عمه في جهاده الحربي فكان اميراً بين أمراء جيشه في حروبه.
إن الحوادث والحروب التي اضطر لها الامام علي عليه السلام (حرب صفين، حرب الجمل، حرب النهروان)، عاشت السيدة زينب كل تفاصيلها ومرارتها، وفتحت عينيها على عداء قريش لأهل بيتها، من يوم ولادتها حتى يوم وفاتها.

لقد عاشت تفاصيل الليلة الأخيرة لأبيها علي عليه السلام، وهو يستعد للموت وقضى الليل راكعاً ساجداً يقلب طرفه في السماء، وبعد استشهاد الإمام  رجعت إلى مدينتها وودعت مدينة أبيها، وهي تتذكر تلك الايام تحت رعايته وعطفه وحنانه.
وكان لزينب فاجعة أخرى، يوم انفطر قلبها وتجددت الأحزان والمصائب بفقد أخيها الحسن (ع) بالغدر والسم، وزادها أولئك الأوغاد بأنهم لم يوافقوا على دفنه في بيت جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتجلدت وكتمت الجراح.
ثم انتقلت إلى الفاجعة الكبرى والرزية العظمى التي أخذت مأخذها الأليم من حياتها الشريفة، فقد شاهدت الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه مجزرين في العراء قضوا عطاشى على رمضاء كربلاء، وشاهدت رؤوسهم معلقة على الرماح وأجسادهم تركت في الصحراء.
وقد تمكنت السيدة زينب عليها السلام بحنكتها القيادية من فضح السياسة الأموية الظالمة، وإهانة من أيّد هذه الطغمة الفاسدة، التي تمكنت من رقاب المسلمين، وحكمت بالقوة والسطوة على مجتمع المسلمين، لأن الإعلام الأموي حاول إلصاق تهماً باطلة بحق آل البيت، وأشاعوا وروجوا بحق الحسين وأهل بيته وأصحابه الأبرار بأنهم مجموعة من الخوارج الذين تمردوا ضد سلطانهم وملكهم وخلافتهم، وهكذا كانوا يزيفون الحقائق، لذلك قام هؤلاء الأوغاد بالتشفي بسبايا آل البيت، وإدخالهم على الطاغية عبيد الله بن زياد في الكوفة، ومنها إلى يزيد بن معاوية (عليهم لعائن الله) في الشام، وجرى ما جرى من المواقف الخالدة للسيدة العظيمة الصابرة زينب الكبرى (عليه السلام)، حتى عاد ركب السبايا إلى مدينة جدها رسول الله مروراً بأرض المصيبة كربلاء ، فعاشت كل هذه الرزايا والمحن بقلب صابر محتسب، لتكون قدوة للنساء على مر الأزمان.

المصدر: فالح القريشي، الإمام الحسين في الضمير الإنساني، ص ١٩١.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp